الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

الصغير القابع في رأسي

حكي والله أعلم أنه فيما يعيه الكون من عوالم موازيه وأزمان لا علم لنا بها مملكة تغرق في أمواج من النعيم, مسجور بحرها بالحكم, مملوء برها بالصهللة والانبساط, حيث لا يوجد ملوك أو بنوك... همممم, انتظر, أعتقد انه من الأفضل أن أتحدث بطبيعية, كنت أظن ان استخدام أسلوب عفا عليه الزمن قد يضفي بعضاً من الحميمية, كون ما سأكتبه الآن مجرد أفكار شخصية جداً, لكن يبدو انها لاتنفع في هذه الحالات, لأني جاد جداً في كل ما سأكتبه الآن والذي قد يبدو هلوسة للوهلة الأولى, هذه المرة أدعوكم إلى المملكة الصقرية, هي المملكة المثالية, لي, هو الكون البديل الذي شارك جزء كبير من أحلامي الواعية (Lucid Dreams) في تكوينه, هي هواية اكتسبتها دون قصد في طفولتي, كنت أحب دائماً إختراع بدائل, بديل للتلفاز (في هذه الحالة قطعة كرتون صغيرة مفرغه أدخلها لأتقمص فيها دور المذيع أو بطل مسلسل كرتوني أو غيره مما قد أشاهده على التلفاز), بديل للمجلات المصورة التي كنت أقرأها منذ السابعة (مجلة كريم, كانت مجلة نقوم بكتابتها واعدادها أنا وأخي وابن خالتي -قد أتحدث عنها في تدوينه مستقبلية-), وألعاب بديلة أيضاً, في الحقيقة اعتدت أن أملأ حياتي بالبدائل.


كان من السهل جداً بالنسبة لي التنقّل بين هذه العوالم الافتراضية, التي صنعتها في خيالي طبعاً, كانت هناك هذه الشخصية الصغيرة جداً الجالسة في عقلي التي تحدثني دائماً بصفتها المتحكم في تصرفاتي في هذا العالم الذي نحن فيه الآن, كنت أحدثه أنا من داخل عقلي في الحقيقة, وهو المتحكم الكامل في تصرفاتي مع الآخرين, كنت أغضب منه اذا رفض مثلاً أن يطلب من أبي أن يذهب بنا إلى الحديقة العامة كل يوم, كنت أشعر بالخزي من خجله إذا حدثه أحد الغرباء فيجري مختبئاً وراء أقرب كائن مألوف له, كنت أحب الهروب من هذه العالم لأن هذه الشخصية الصغيرة كانت دائماً ما تخيّب أملي, قضيت جزءاً كبيراً من طفولتي منعزلاً في شقة صغيرة في مدينة العين بالإمارات, كان صديقي الأقرب حينها هو هذه الشخصية الصغيرة, أعتقد اني اكتسبت حينها عادة الفصل بين شخصيتي وشخصية الكائن الصغير القابع بعقلي, فقد كان الكائن الصغير يتولي التعامل مع أصدقاءه في المدرسة وفي السكن, كان يتحدث مع "خيري لاظ" عن الحلقة الجديدة من "غرندايزر" وكيف أنه لا يفهم لماذا يجب عليه أن يذهب المدرسة, كان يتمشى مع محمود إلى الباص الذي سيقلهم إلى مدرسة "عود التوبة".

كانت الحياة قصيرة مع الشخصية القابعة برأسي, كنت أعرف انه يشعر بالملل, كنت أنتظره حين نعود إلى الشقة, كنا نشاهد الرسوم المتحركة معاً, نتناقش في كيف انه يحلم أن يكون بقوة "النمر المقنع", كان يطلب من امه ان تحضر له المزيد من السبانخ أملاً في أن يصبح كـ"بوباي", كنّا نبحث عن "فضولي" معاً, ولكن كانت أمتع أوقاتي تلك التي أقضيها في تخيل كيف سيكون عالمي لو أصبحت أنا المتحكم في تصرفاتي لا الشخصية القابعة في عقلي, ظلت هذه العادة في تخيل العوالم والأحداث معي حتى بعد زوال الشخصية القابعة في ذهني  بالتدريج, بدأت أستحوز على نفسي بالتدريج, بعد أن عدت إلى مصر, في كل مشاجرة أو جدال جديد أصبحت أسيطر أكثر على تفاعلاتي مع العالم الخارجي, حين دخلت المدرسة الاعدادية كنت قد أتممت السيطرة بشكل كامل على تصرفاتي, لكن بقيت عادة تجميع الأشياء في عوالم, كانت شخصيتي في المدرسة وديعة جداً, كنت طالباً مثالياً أقود البرنامج الإذاعي في المدرسة وأستحوذ على معظم شهادات التقدير وأمثّل المدرسة خارجاً في كل الأنشطة الثقافية, كنت ضيفاً دائماً على المكتبة وأمينها "سيد تمراز", كان المدرسون يضربون بي مثلاً في الأخلاق في فصولهم, ليضحك الطلاب بعدها, يضحك الطلاب لأنهم كانوا في عالمي الآخر, فور أن أخرج من المدرسة وأبعد بمسافة معقولة, بالتحديد بعد محطة السكة الحديد, أدخل في العالم الثاني, حيث صالات البلياردو والشجارات مع "صيّع" المدرسة والسب بأكثر الألفاظ طبيعية, أذكر يوماً أني ناديت أحد زملائي بابن المتناكة, ليتصادف في هذه اللحظة مرور مدرسة اللغة العربية في فصلي, قبضت علي متلبساً, في الحقيقة لم تفعل أي شئ, توقفت ونظرت في نوع من الصدمة, "حتى انت يا احمد؟", بالتأكيد هربت قبل أن أسمع بقية حديثها, لم يكن هذا مخططاً له, فلم يكن من المفترض اختلاط هذين العالمين.


في الحقيقة لم يكن من المفترض ان أتحدث عن طفولتي الآن, أردت التحدث عن عالمي البديل, لا تختلف الأمور كثيراً, فقد كان عالماً آخر من العوالم التي كنت أعيشها في فترة من حياتي وبقيت حتى بعد أن تخلّصت من الكائن الصغير القابع في رأسي, في هذا العالم لا توجد كواكب أو نجوم, لا توجد أي تفاصيل حقيقية, مثلاً كنت بالأمس في حديقة حيوانات, يعرض فيها البشر بجوار بقية الحيوانات على حد سواء, كنت حينها فضائياً طبعاً, في عالمي أستطيع تقمص أي شئ أرغبه, مثلا اذكر أنه في أحد أحلامي الواعية تقمصت دور أشريف الشريف (الشخصية الرئيسية في سلسلة مصوّرة كانت تنشر في مجلة سمير), في عالمي أستطيع تقمص أي شخصية تخطر على بالي, في عالمي البديل لا يوجد تاريخ, توجد روابط نعم, حديقة البشر لا تزال موجودة وأستطيع زيارتها في أي وقت بالتأكيد, وفي الغالب سأجد نفس الكائنات المعروضه هناك أيضاً, هذا بالطبع إن لم يمت أحدهم خلال هذه الفترة, في عالمي البديل لا توجد آلهة أيضاُ, في الحقيقة لقد زرت الجحيم في احدى المرات لهذا لا أستطيع انكار وجود الجحيم هناك, لكن بالتأكيد لم أقابل رسولاً واحداً حتى الآن, في عالمي الكون كله يدور حولي وحول من معي, أستدعي من أشاء وأنفي من أشاء, في عالمي البديل عشت تجارب كثيرة بتفاصيلها منفردة, أستطيع أن أدّعي أني أعرف شعور السقوط من على حافة الكون بعد أن تمسّكت بقدم جون سيلفر الخشبية بعد أن تعلقنا لفترة كبيرة في صاري سفينة هيسبانيولا.

هناك 5 تعليقات:

  1. طيب لو كدة بتعلق ليه أصلا؟ يعني مين اللي قالك بروح امك ان رأيك فيا يهمني؟
    وبعدين بغض النظر عن أي حاجة, كسمك عشان بتعلق بالانجليزي في مدونة عربي.
    غور ياض من هنا

    ردحذف
  2. As i said, you're an idiot
    Oh, another issue. you're a BASTARD as i inferred from your previous reply
    first of all i don't have to wait for your fucking permission to comment, it's a BOLG idiot, so i can comment on whatever i want whenever i want
    you look like an outcast, so don't panic; my reply fits your dirty nature

    ردحذف
  3. يابني متحرقش في طيزك قوي كدة ومعدتش تيجي هنا تاني, كفاية عليك كدة يعني, دي آخر مرة هرد فيها عليك يا أهبل

    ردحذف
  4. It's interesting to watch over an idiot that repeats itself, you know
    This is the only reason i'm here; to do some experiment on my new highly-ignorant rat, kinda funny torturing and annoying you and then observing your animal-level reactions, so just do what i expect from my new pet
    ? deal

    ردحذف