الجمعة، 26 أكتوبر 2012

الوقت كأداة قياس -2-


دعنا نلعب, انت الآن تسقط

يجب أن ترتطم بأي شئ أثناء سقوطك لكي تنتبه أن الجاذبية تعمل؛
    ستستمر في السقوط إلى أن تعتاد عليه, -التكيّف مهم جداً-, فلتجرّب الامر مرَّتين, اقفز من فوق مبنّىً عال, ستتبقى لك ثواني قليلة كافية للتفكير في أي شئ, في المرّة الأولى فكّر في الأرض التي ستعانقها بعد قليل. في المرّة الثانية اغمض عينيك وتخيَّل أنك تطير, قد تكتشف الأمر وحدك أو بمساعدة, لكن تأكّد أنك ستكون متأخراً على أيّة حال, بعد أن تكون قد نسيت من أين سقطت أصلا.

سيحرص البعض على تأكيد مدى خرافية وجود الأرض, سيخبرك بثقة عن أشياء أبديّة؛ اختفاء البداية والنهاية مصدر راحة للبعض طبعاً, يمكننا تفهّم أمور كهذه, البداية والنهاية حدود, والحدود تمنعك من تأكيد بقائك في المنتصف, "يعني أنك دائماً في المنتصف, ولهذا فالارتطام مجرّد قفزة لعالم آخر حيث الأسطورة".

لكن مالعمل؟ تخلّصنا من الاسطورة منذ زمن, وأصبحت نهايتنا واضحة بخوائها, والبداية متخيَّلَة ومتشابهة؛ ومع افتراض ان الخروج لا يختلف كثيراً عن الدخول -كلاهما لا مكان له في الذاكرة-. ما يشغلنا الآن أمور في المنتصف, نحاول بها الحفاظ على أفضل الحالات, "أفضل" هنا طريقة مؤدبّة طبعاً لوصف التكيّف/السكون, وسنسقط طبعاً, لأن الجاذبية تعمل في اتجاه واحد.

لحظة واحدة كافية, صورة خاطفة قد تبدو مؤكّدة تماماً فقط لأنها وعلى ما يبدو خالية من الزمن, بلا فرصة للتغيُّر, فالوقت والله لا يختلفان كثيراً -كلاهما موجود بطريقته الخاصة, في عقولنا, كخيال مآتة-.