السبت، 10 أغسطس 2013

أفسدني أحدهم أول مرّة حين أعارني الانتباه، أفسدني أحدهم مرّة أخرى حين أشار إلى طرق أسهل لصرف بواقي النوم؛ وها أنا الآن أحترف استثمار المشاكل بدلاً من إنهائها، نائمٌ بطمأنينة وجود مصباح يمكن إنارته بضغطة زر، وجود نوافذ مغلقة خلفها بواقي هواء -قادر على حمل روح الغرفة؛ كراحة النوم عارياً، بهذيان آخر كأس يُسكِرك من زجاجة أهداها لك أحد (الأصدقاء؟).

أدركت أن علّي الانتقال، في أقرب فرصة، حين بدأت أمي في تجاهل رائحة الكحول الصادرة من الغرفة؛ جهود كل هذه السنين، في صُنعي وغداً، تتلاشى تماماً، كفرصة أخيرة، أمام مرآة، ظهرت فجأة، -وتطابقت فيها بعض الخدوش مع بعض شقوق جلدي؛ وبدلاً من استدعاء ردّة فعل مثالية، أجدني أرسم علي/ها خدوشاً أكثر؛ أملاً في تهدئة روع وحدتي.

كنت وحتّى وقت قريب أجد عزاءً في توهُّمي الصادق بأنّي أثقلكم حزناً، الآن أنا أسرعكم في إتقان دور متسوّل مثير للشفقة، ظَهَر لثوانِ في خلفية أحد مشاهد فيلم كوميدي، أو في كابوس قصير لدازاي أوسامو نساه فور استيقاظه.