الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

الصغير القابع في رأسي

حكي والله أعلم أنه فيما يعيه الكون من عوالم موازيه وأزمان لا علم لنا بها مملكة تغرق في أمواج من النعيم, مسجور بحرها بالحكم, مملوء برها بالصهللة والانبساط, حيث لا يوجد ملوك أو بنوك... همممم, انتظر, أعتقد انه من الأفضل أن أتحدث بطبيعية, كنت أظن ان استخدام أسلوب عفا عليه الزمن قد يضفي بعضاً من الحميمية, كون ما سأكتبه الآن مجرد أفكار شخصية جداً, لكن يبدو انها لاتنفع في هذه الحالات, لأني جاد جداً في كل ما سأكتبه الآن والذي قد يبدو هلوسة للوهلة الأولى, هذه المرة أدعوكم إلى المملكة الصقرية, هي المملكة المثالية, لي, هو الكون البديل الذي شارك جزء كبير من أحلامي الواعية (Lucid Dreams) في تكوينه, هي هواية اكتسبتها دون قصد في طفولتي, كنت أحب دائماً إختراع بدائل, بديل للتلفاز (في هذه الحالة قطعة كرتون صغيرة مفرغه أدخلها لأتقمص فيها دور المذيع أو بطل مسلسل كرتوني أو غيره مما قد أشاهده على التلفاز), بديل للمجلات المصورة التي كنت أقرأها منذ السابعة (مجلة كريم, كانت مجلة نقوم بكتابتها واعدادها أنا وأخي وابن خالتي -قد أتحدث عنها في تدوينه مستقبلية-), وألعاب بديلة أيضاً, في الحقيقة اعتدت أن أملأ حياتي بالبدائل.

السبت، 24 سبتمبر 2011

الزائر ‘ع‘ [#4]

<-- (3) السمكة الصفراء

(4)
أسرار


كم كنت ساذجاً وقتها, كنت أعطي التوجيهات لعماد بالرغم من كوني تائهاً اصلاً, لا أريد أن أبدو اقل "نصاحة" و"فهلوة" منه, أظن أن الشعور الضمني بالمنافسة بيننا بدأ في هذه السيارة, كنت أحدّثه بهدوء مصطنع محاولاً تفادي النظر في عيني المرأة الجالسة بجواري, طبعاً فأنا مشغول بتوجيه عماد, أو بالأصح, أصطنع انشغالي بتوجيه عماد, كما اصطنعت انشغالي عن أشياء كثيرة في حياتي, العجيب أني لم أكن أندم على تصرفاتي هذه, كنت أجد المبررات بسهولة, حالتي كانت تدعو للحزن والندم, لكني تتبعتها, لم أكن أدري ما أفعل حينها, تعلّمت حينها أن الأشياء المثيرة تقبع في الجانب الغير مخطط له من الحياة, لو أدركت ذلك لما أتيت للقاهرة من البداية, كنت سأخرج على قدمي تجاه أكثر الجوانب سكوناً من مدينتي, لما شغلني طموحي بالعمل والدراسة في القاهرة, لكني أتيت, سأدرك كم كنت مغفّلاً فيما بعد, لكن عماد في الكرسي الأمامي في السيارة, أعتقد أنه لم يكن بحاجة ليفكر في الأمر ليدركه, كنت أحسده على عفويته, لا يسمح لعقله أن يتدخّل ابدا في رغباته, لا يسمح لعقله أن يتدخل في أي شيء في حياته, قد يحتاج عقله في حساب إيراد دكانه الصغير المطل على بيت أم سعيد, لكن لم يحتاجه أبداً في تقرير إن كان سيأتي لمحادثتي حين يجدني متسمراً امام بيتها, أو في تقديمي لأصحاب البيت, أو في سواقة السيارة التي نركب فيها حالياً, لا أعتقد انه يفكر في أي شيء حالياً, لم أكن أصدق أن أمثال عماد يبتسمون حين يفكّرون, أرى ابتسامة هادئة كبيرة على وجه عماد الآن, لهذا لا أعتقد انه يفكر, لم أكن أفكر أنا أيضاُ في أي شئ, كنت خائفاً, كنت مروّعاً, من هؤلاء؟ لقد قابلت عماد لتوي, لقد قابلت سمية لتوي أيضاً, ماذا حدث؟ كيف أصبحت بجوارهم الآن نتبادل الابتسامات؟ لم أشرب غير كأس واحد, لم أشعر بأي تثاقل أو ارتخاء, لم أكن سكراناً بالتأكيد, لكنّي تتبعتها, هذا حدث من دون تفكير أيضاً, لهذا أنا معهم الآن, ربما لو لم أفكر أيضاً حين ناداني عماد لكنت هربت, لكني لم أهرب, فقد كنت أعتبر نفسي عضواً صالحاً في المجتمع, وأمثالنا لا يهربون, هذا ما أخبروني به على الأقل, لكني سأكتشف أيضاً أن الأعضاء الصالحة في المجتمع هم أول الهاربين, سأكتشف أشياء كثيرة أيضاً بعد هذه الليلة, أو هذا النهار, لا تهم التفاصيل كثيراً, فعماد أصلاً ليس عماد, ولا سامية سامية, لا أدري أيهما حقيقي وأيهما من صنع خيالي, لكن بالتأكيد سامية تلك غير سامية هذه, بالتأكيد سعيد ذلك غير سعيد هذا, لا تهم الأسامي, لا أدري لماذا أتذكر سامية وعماد بهذا الشكل, أنا في حالة غريبة الآن, أعي جيداً أني أهلوّس, من حولي أخبروني بذلك, لم أعد أهتم, لكن هذه الذكريات, أتذكر هذه اللحظات, لازلت أشعر بمداعبة الهواء لوجهي وأنا في السيارة مع سامية, أصبحت أسمع هفيف الهواء أيضاً, لا أظن أني كنت ألاحظه حينها, لكنه بقى في ذاكرتي مع الأشياء لحين أتمكن من سماعه, الأصوات دون كل الأشياء لا يمكن إعادة اختلاقها, محاولة وصفها نوع من العبث, لكنها تبقى في ذاكرتك دون أن تدري, إلى أن تسمعها مرة أخرى, كالسكين ستخترق آذانك ككيس رمل, ستنثر حياتك كحبات الرمال أيضاً, ستنقلك إلى اللحظة التي سمعت فيها هذا الصوت لأول مرة, لن يكون الصوت حدثاً مهما في ذاكرتك, لكنه سيكون المفتاح الضائع للجانب المظلم من ذاكرتك, هذه حالتي الآن.

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

الزائر ‘ع‘ [#3]

<-- (2) أم عبده
(3)
السمكة الصفراء


الساعة الرابعة صباحاً, وأنا بخير الآن, في غرفتي الخاصة بدار المُسنين, غادَرَت سامية الغرفة منذ قليل, تركتني لأستمع لصرير الفجر, ذلك المزيج بين عرير الصراصير ونقيق الضفادع وما شابه من كائنات, هناك أصوات لبعض العصافير أيضاً, كنت قد ظننت أني اعتدت على سماع هذا الضجيج حتى أصبح جزءاً من تركيبة أذني, ألحظ اختفاءه ولا ألحظ وجوده, كنت هكذا حتى فترة قريبة, حتى أتيت إلى هذا المكان, حينها أصبحت أسمعه بنقاء, حينها أكتشفت ان هذه الأصوات كانت جزءا من حياتي طوال كل هذه السنين, أصبحت أحلم بهذه الأصوات مؤخراً, أسأل اصدقائي إن كانوا يسمعوها هم أيضاً, كنت أعتقد انهم مثلي, لكن يبدو أني عشت حياة أكثر إثارة, استنتجت هذا لأني أفتقدها, أجدهم مرتاحين, في حالة من الهدوء, كنت أظن انها اصطناع, كنت أنتظر انهيارهم, لم أسمع أحدهم يهلوس أبداً, أصبحوا يتندرون على حديثي معك, لم أرى أحداً فيهم يبكي أبداً, لم أري أحد فيهم ينظر إلى بصدق, كانوا بلا أرواح, لقد أخبرتك ياصديقي, أنا بلا روح أيضاً, لكنّي أنتظرها, هم لا يكترثون, كأن كل هذه السنين لم تمر, لماذا جعلتني أتذكّر؟ ربما هم لا يتذكرون, ربما لهذا السبب هم سعداء, أنت تعلم جيداً أني أخرّف, لماذا أتذكر فقط الأشياء السعيدة في حياتي؟ هذا يجعلني أحزن الآن, أعلم, راودني هذا الشعور طوال عمري, حين كنت شاباً تمنيت أن أعود طفلاً أيضاً, حين كنت أباً تمنيت أن أعود شاباً أيضاً, لكني كنت سعيد, لماذا تغيّر كل هذا؟ أنت تعلم أني لم أعرف عماد إلا عندما جئت إلى هنا, لم أعرف هذه السمكة الصفراء النائمة في ركن الغرفة إلا مؤخرا أيضاً, أحضرتها سامية لتزيل عني شعور الوحدة, هل سمعت عن الأسطورة الشعبية التي تقول أن السمكة ذاكرته قصيرة؟ لقد بدأت أصدقها, أرى نفس التعبير وحركة العيون على السمكة كل صباح, تقوم بنفس الحركات في نفس الظروف, أعتقد انها لا تتذكر حتى انها في قفص زجاجي الآن, لا تتذكر انها وقعت في شباك صياد ما, لا تتذكر انها كانت في البحر يوما ما مع رفاقها, أو ربما انها تربّت أصلا في احدى مزارع الأسماك, كل هذه الأشياء لا تهمها, كل هذه الأشياء لا تتذكرها, لكني أتذكر, لماذا جعلتني أتذكر؟ لماذا جعلتني حزين؟ لقد أخبرتك من قبل أني سعيد بوجودك, حسناً, لقد كذبت, أعني... كنت صادقاً حينها لكني كنت أهلوّس, لم يذهب عماد معي إلى الحفلة تلك, كان أحداً آخر, لا أتذكر اسمه, اتذكر ما فعله, لكن عماد موجود, عماد يذكّرني به, لماذا يذكّرني عماد به؟ هل أذكره أنا بشخص آخر؟ هذا ليس عدلاً, لماذا أتذكر سامية أيضاً؟ عرفتها هنا؟ لم تكن مومس, ممكن, كان من الممكن أن تكون مومساً في ظروف اخرى, لكن لماذا أتذكرها؟ أنا لم أعرفها حتى الآن, كيف أتذكرها عارية على سريري وأنا عجوز؟ كنت أظن ان هذا الشغف بالأجساد العارية سينتهي يوماً ما, أنا في آخر عمري, لماذا أحتفظ بهذه العادة؟ لقد شغلت بالي, كنت أتمنى بعض السكون, سأتوقف عن السؤال, يوماً ما ستأخذني معك إلى ذلك المكان الذي تذهب إليه كل يوم حين أنام, انت تتركني حين انام, أليس كذلك؟ لماذا قد تبقى؟

الأحد، 18 سبتمبر 2011

الزائر ‘ع‘ [#2]



(2)
أم عبده


رأيت في طريقي إليك اليوم رجلاً عجوزاً, كان جالساً على احدى الكراسي الملقاة على طرف الطريق, كان بجواره شئ حي يتحرك, ربما كانت قطة, لست متأكداً, كان جالساً كجلستنا نحن الآن, عينان تائتهتان تلتقيان بالفراغ, وفم مغلق باحكام, بالتأكيد هو غائب, كما نحن الآن, هل تدري أني سعيد الآن؟ سعيد لأني لست بحاجة لتحريك شفاهي للتحدث معك, سعيد لأني أعلم انك تفكر فيما أفكر فيه الآن, أحرك يدي فتحرك يدك, أقوم لأتمشّى فتقوم معي, تغادرني في بعض الأحيان, تعارضني وأنت متفق معي, هل أخبرتك أني سعيد بوجودك؟! انت تعلم اني لا احب وجود الأشياء, لكن معك الأمر يختلف, وجودك ينفي وجودي, احدانا موجود, كلانا معدوم, لم أرى العجوز إلا للحظات وأنا في الحافلة, أعتقد انه كان يفكر في الموت, انتظر لا تتكلم, ادرك انك ستخبرني أنه يفكر في حياته السابقة, ربما في فترة طفولته وأشباح أصدقاءه في المدرسة, بالتأكيد لا يتذكر أسماءهم أو وجوههم, فقط يتذكر أنها قضي معهم أياماً أفضل, بالتأكيد لا يتذكر تعرّضه الدائم للتنمر, أو توبيخ ابوه المتواصل له, أو ربما يفكر في فترة شبابه, بالتأكيد يتذكر صديقه عماد, والسهرات التي قضاها في شقته المستأجرة تلك على احدى أسطح مباني وسط البلد, ربما يحاول تذكر من قبلوا الصعود معه إلى عشّته تلك في الدور التاسع, بالتأكيد لا ينسي رحلته تلك للصعود مع صديقاته لرؤية السماء, كان يعتبرهن كلّهن صديقاته, لا أعتقد انه يتذكر حتى وجوههن, ربما لهذا السبب لا تطول رفقته, فهو ينسى الوجوه والأسماء, تبقى في ذاكرته أشباح أفعال ومشاعر ربما, هذا كل ما في الأمر, هذا كل ما تبقى له من حياته, لكنه يتذكر احداهن بوضوح, سامية, رفضت أن تأخذ منه مالاً, لم تكن رفيقته لكنها رفضت المال, ابتسمت له حينها وأخبرتها انهم متعادلان الآن, كان طيباً, ربما كان يسترجع ذكرياته مع عماد في حفلة مغنيهم المفضل, كيف ان سحبه عماد من أمام عربة المغني سريعاً قبل أن تدهسه, سيتذكر بعدها ان عماد مات في الحرب, أخبروه أنه مات دون أن يحارب, مات في نومه, لا أدري لماذا ابتسمت حين اخبروني, انتظر, أقصد هو لا يدري لماذا ابتسم حين أخبروه, كان مقتنعاً أن عماد لا يمكن أن يقتل, لم يكن هذا بدافع الطيبة واحترام حياة الآخرين, كان بلا سبب, كوجوده في الدنيا تماماً, كلاهما بلا سبب, لم يرغب في إيجاد أسبابه الخاصة, كانت حياته تبدأ من جديد كل صباح, كنت مثله, أأ.. أقصد كان العجوز مثله, كان هكذا حتى رفدته الجامعة, وأصبح شريداً, كان جائعاً بالتأكيد لكنه لم يمد يده أبداً, ليس تعففاً منه, لكنه لا يرغب في أن يشغل الناس بحياته, لا داعي لهم لمساعدته ولا حاجة له بمساعدة نفسه هو أيضاً, لو كان مد يده غلى نفسه لنظرت له بجمود وأكملت سيرها, لكنه تغيّر, تغيّر دون أن يدري, خدعته الحياة والناس وأصبح يفكر في أصدقاءه وحياته السابقة, أصبح يجلس على الكراسي الملقاه على أطراف الشوارع, لأراه أنا وأنا في طريقي إليك.

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

الزائر ‘ع‘ [#1]

(1)
صديقي المختبئ


"المجد لأوناس، ها انت، لم تذهب، كميّت، لكن أتيت، حي"
-ترنيمة على جدران هرم أوناس

أُحب أن انظر للأشياء دائماً بشئ من التفاؤل والإقبال، لهذا عندما أفكر في الموت أراه مجرد رتابة من رتابات الحياة، أراه فرصة محتملة لتفسير حالتي الآن وربما في معظم الأوقات، لحظة السكون تلك التي أجلس فيها، بصمت، مبتسماً ببلاهة، فارغ الذهن، في محاولة لمحاكاة العدم، هي لحظات متواترة، أرغب فيها في التكوّم في صندوق صغير مُغلق، مفتاحه في قلب الشمس، تمر تلك اللحظات بسلام وأعود مرة أخرى إلى صخب الحياة، أعي أن مسالمتي هذه تثير سخرية البعض، لا بأس، أستطيع أن أتفهم الأسباب، أتفهم تماماً أن الوجود ممل، أتفهم تماماً ما قد يجلبه التفاعل مع الأشياء من متاعب وآلام، أتفهم تماما أن قيمة أي شئ هي وهم مصطنع، الدنيا ممتلئة بالأمور التي تحاول إلهائك عن ادراك الحقيقة، حقيقة أنه لا معنى لأي شئ، لا توجد حاجة لأن يكون هناك معنى لأي شئ، المعاني ملحقات مصطنعة وألفاظ بلا سَنَد، لا توجد حتى طريقة للتأكد من ان ادراكنا واحد، الألوان مثلاً، ماذا لو أن ما أراه أحمراً في عيني تراه أنت أزرقاً في عينك؟ هذه المعاني تخصني الآن، أزرقك أحمري، وكلانا نطلق عليه أحمر، ماذا لو كان الأزرق الذي أراه أنا في عينك تراه أحمراً؟ هذه المعاني تخصك الآن، أحمرك أزرقي، وكلانا نطلق عليه أزرق، وكلاهما معناه افتراضي، ماذا لو أن كائناً فضائياً يري في اللون الواحد ألواناً عديدة لا ندركها نحن؟ لا معنى حقيقي لإدراكنا، هي وسلية لتوكيد الذات بكل خصوصيات معانيه ونِسَبه، وهي حالة من العبث مثلها كالموت تماماً، نعود اذا إلى الموت، كما أخبرتك سابقاً، لا أري في الموت غير شئ آخر من الأشياء عديمة المعنى في هذه الحياة، من المفترض أن دورنا في الحياة طبعاً هو إضافة معاني لهذه الأشياء كنوع من توكيد وإدراك الذات، بعضهم قد يستهسل إجابات جاهزة مُسبقة، بعضهم قد يقضي عمره كله في محاولة للوصول لأسطورة الكمال وإدراك المعاني الحقيقية للأشياء، والبعض الآخر لا يشغل باله، فالحياة ممتلئة بالأشياء، وهذا مايهم، هؤلاء يرون أنه لا جدوي من البحث عن معنى أو سبب، بعضهم يعيش حياته متشائماً كنوع من الشعور بخيبة الأمل، كأن جزءاً ما في عقلهم الباطن يتمنى أن يجد تفسيراً لكل هذا، في حين أني أتفهم تماماً تشاؤم هؤلاء وانعزالهم، إلا أني لا أستطيع انكار شعوري بالشفقة تجاههم، طبعاً لا يعنيهم شعوري هذا، فهو أيضاً بلا معنى حقيقي، هو مجرد شعور صنعه خيالي ليزيد من ثقتي وإداركي لذاتي ربما، قد أكون مخطئاً، لكن الحياة مليئة بالأشياء كما ذكرت.