السبت، 7 أبريل 2012

... إلى أن توافق المهلبية على الرقص

ياترى كم من الوقت قد تحتاجه "لهطة القشطة" الجالسة قبالتي الآن لتتوقف عن التعامل مع الأمور بجدية؟... من حسن الحظ أن سماعات الأذن تعفيني من اتخاذ أي إجراء, توفّر لي الحالة القادرة على إستلابي من العالم المحيط, أو في رواية أخري "الإحترام", كما أن التخيّل لاحقاً يظل حل مثالي للمشاكل الأخرى, في الحقيقة ما يشغلني الآن هو أن القطار لم يتحرك بعد, وأنا عطشان؛ العلاقة؟ عليك أولاً أن تعترف بأن كل شئ جائز إذا توافرت الظروف المناسبة.
الفرضية: يعطش انسان معاصر في محيط ملئ بصنابير مياه. الظروف المناسبة: قطار لم يتحرك في موعده وقد يتحرك في أي لحظة.
------

"انت ليه لسه عايش لغاية دلوقتي يا حنّاوي؟"... يتبعها ضحكة قصيرة مُفتعلة لتخفيف الأجواء, "طب بلاش دي, العايشين لسه عايشين ليه يا حنّاوي؟"... التعميم يُفيد, لا حاجة لأخذ الأمور بشكل شخصي, الخازوق لا يمتلك الوعي الكافي للتفرقة بين الأطياز, الحنّاوي رؤوف يدرك هذه الحقيقة, ينظر إلىّ وتعبير جامد على وجهه: "أمك قرعة", الإفتعال عملية شاقه جداً وبلا أدني فائدة, كما أن السؤال لا يتوافق مع السياق, الحنّاوي رؤوف يدخّن البايب وينفعل سريعاً, يمتلك سيارة فخمة وعيادة خاصة, يرفع غطاء القاعدة قبل أن يتبوّل, ويمتلك مجموعة كبيرة من الملايات التي يغيّرها بشكل دوري, انسان متكامل ومحترم, في حالته الحياة بسيطة جداً وكل المطلوب هو ثقب بسيط طري ويتسع لإحدى أعضاء جسده كثيره المطالب...

------

"ميشو" مثلاً ينتمي لفصيلة من البشر يليق مناداتها بـ"أبيه"؛ يغمز لك وهو يدس قرش كامل في جيب سترتك, "انت لسّه بتدخن ليه؟"... ينفث الدخّان بإتقان مشكلا حلقات تتدرّج في قطرها, "يعني عاوز تعيش لمّا تبقى عجوز ببامبرز؟", وهكذا يرد على آخر سؤال متوقّع في النقاش مع أوّل سؤال افتتاحي, الدليل الحي على ان حركة الهيبيز في البلاد البعيدة لم تكن إلا إعادة إنتاج لحياة ميشو وأمثاله, هو الأصل في هذه الحالة طبعاً... "طب أبو نوّاس؟ طب جبران؟".. الحياة تقبع في واقع مختلف جداً وبعيد عن الواقع الكامن في وعي ميشو الآن, الألوان لها أصوات, الأصوات لها ألوان, حركات الأجسام كلام مسموع, الوقت غير مهم بالمرة.
------

"هتديني خمسة جنية بس؟"... تقولها لك الفتاة باستعطاف شديد بعد أن فتحت لك زجاجة البيرة, ما وظيفتك هنا على أي حال؟... لا تجيدين الرقص, وهناك رجل يجلس بالقرب وشكله مريب, أين يده أصلاً؟ كم سترته مدلدل وكأن يمينه مبتورة, حسناً هذه هي مهمتك الجديدة... اذهبي وابحثي عن يده, بالتأكيد ستجدينها في مكان مألوف جداً, في حدود ملكيته الخاصة, اللغز بسيط جداً ولا يحتمل التأويل, الرجل يتصبب عرقاً وكأنه رأي نهاية العالم, طبعاً العالم ينتهي عند موخرتك الملحمية يا عزيزتي...
------

إجابة السؤال التالي قد تكشف كل ما هو خاطئ في هذا العالم, تعبير "خاطئ" هنا مجازي طبعاً. بدون تخصيص: لماذا يكرهون العاهرات؟ فيما بدا لي, أحيانا تكون هذه الوظيفة اختياريه, تخيّل معي عالم من العاهرات فقط, دون زبائن, هل ابتسمت؟... الآن تخيّل عالم من زبائن "شرقانه" فقط, هل فزعت؟... ربما لو حكمت العاهرات العالم لأصبحت حياتنا أكثر سلاسة واتساقاً, على الرغم من أنّي لم أستوعب فكرة "النقود" أبداً إلّا انّي لا أواجه مشكلة في تقدير العاهرات, على عكس تقدير ثمن وظيفة أو تعاقد ما مع أحد العملاء, قد يعني هذا شيئاً... 


هناك تعليق واحد:

  1. |: حاولت أكتشف الترميز السري في مدونتك معرفتش
    لو كنت بتتكلم بجد ومفيش ترميز..DAFUQ DID I JUST READ
    واحشني على العموم ياض <:

    ردحذف