الأحد، 1 مايو 2011

طقس الكتابة #2

تحويل أمر ما لعادة صعب, فشلت -كالعادة- في ابقاء معدل قصة كل يوم, ولكن هذا لايمنع كون التجربة مفيدة, ساعدتني على اكتشاف أشياء لم أكن أدرك انّي مهتمّا بها من قبل, لم اتخلّى عن التجربة ولكن هذه المرة فلتأتي وقتما تشاء, أيضا وقد عادت خدمة الانترنت إلى البيت مرّة اخرى فأعتقد ان النشر سيكون أكثر تواتراً, نشرت قصّتين على صفحتي على الفيسبوك, هذا بالاضافة إلى قصة اخرى أنشرها لأول مرة هنا.

بيتنا حين كانت تدخله الشمس
تسأل عن سر ابتسامي اليوم؟! آآه فقد نسيت لوهلة ان الابتسام أصبح نادرا في هذه البلدة حتى ان العيون تنظر إليك بحقد اذا ابتسمت, الابتسامة تعني انك تقضي يوماً سعيداً, والأيام السعيدة لم تزر بلدتنا منذ أن جاءت تلك الظلال, حسناً حسناً سأخبرك لماذا أبتسم, قابلت اليوم أحد أصدقاء الطفولة, كنّا جيران, كنّا كالتوأم حتى اننا نتبادل الامهات والبيوت في بعض الأيام, كانت الشمس توقظنا في الصباح لنبدأ يومنا الخالي من الهموم, كنا نتسلّق شجرة التوت القريبة من البيت, في أي وقت من السنة لم تكن تطردنا أبداً, لا أذكر كيف ان هذه الأيام انتهت, لا أذكر كيف أصبحت على هذه الحال الآن واقفاً إليك افسّر لك سبب ابتسامي, كل ما أذكره ان الشمس توقفت في يوم من الأيام عن إيقاظنا, لقد جاءت الظلال, بنى أحدهم برجاً عملاقاً أمامنا, ماتت شجرة التوت طبعاً, ذهب صديقي في رحلة طويلة, قال انه قرأ عن بلاد لا تغرب فيها الشمس, أراد أن يذهب للبحث عنها, لم اسمع عنه منذ حينها, أصبحت أنا أعمل عند صاحب هذا البرج, في الحقيقة كانت أهالي البلدة كلها تعمل عند صاحب البرج, واجبنا الآن هو الحفاظ على البرج وتنظيف زجاجه لينصع في وجه الشمس, اليوم أخبرني صديقي انه وجد تلك البلاد التي قرأ عنها, أين وجدها في اعتقادك؟! هذا هو سر ابتسامي.

البغل والوردة
توقّفت احدى البغال فجأة, فقد اعتادت ان ترعى في تلك الخرابة حيث الحشائش, توقّف البغل لأنه رأى وردة عجيبة الشكل, ربما لم يرى ورداً من قبل, كان في هذا المكان مبنّى كبير, تكاثرت الحكاوي حول هذا المبني وكيف انه كان ملك احد الباشاوات الكبار, كان كلّه من الخشب, كان يعيش فيه هو وزوجته, أو زوجته فقط في حقيقة الأمر, كان يأتيها نادرا في ليالي الصيف, يُقال انها كانت مولعة بالزهور والورود, كانت تخصص لذلك السطح بكامله وحتّى شرفة غرفتها, كان ينهرها الباشا لذلك, فقد كانت عنده حساسية من رائحة الأزهار, كانت زوجته من بنات البلد, كان يحبّها أهل البلد أيضاً, فهي لم تبخل عليهم أبداً, مرّت تلك الأيام سريعاً وقامت الثورة وهرب زوجها ولم يأخذها معه, فقد بلغت سن الإياس ولم يعد له حاجة منها, يُقال ان المنزل احترق فيما احترق, يقال انها ماتت فيه يومها, لا يعرف احد ما حدث حقاً, لم يهتم أحد, نساها الناس ونادراً ما تُذكر الحادثة في جلسات شيوخ القرية, كل ما نعرفه الآن ان هذه المنطقة أصبحت خرابة يربط فيها الفلاحون دوابهم قبل أن يذهب كلً إلى أرضه, حيث يقف البغل الآن أمام الوردة غريبة الشكل, نعود إلى البغل, يبدو انه تخلّص من حيرته وقرر التهام الوردة...

الشاب مقوّس الظهر
أترى هذا الشخص مقوّس الظهر الواقف تحت تلك الشجرة؟! يبدو انه في انتظار أحدهما, يبدو قلقاً من نظراته وحركات يده, يتطلع إلى ساعته كلّ ثانيتين... آه, نسيت أن أعرّفك بنفسي, أنا سعيد, لا ليست حالتي, أعني اسمي, اسمي سعيد, هوايتي الجلوس على القهاوي, اكتسبت بسبب هذه الهواية عادة يصعب علي التخلص منها, أوه انظر إلى ذلك الصبي الصغير, هههههه, ماذا يفعل؟! يبدو انه يستمتع بالتبول في تلك القناة, كنت أفعل مثله عندما كنت في سنه أيضاً, ينظر إليه ذاك الشاب مقوس الظهر بامتعاض, وجهه غريب, ليس من هذه المنطقة بالتأكيد, ثيابه النظيفة المرتبة تدل على انه من أبناء الذوات, المهم... نسيت أن أخبركم عن عادتي تلك التي اكتسبتها مؤخراً, أُحب أن أتنبئ بما سيفعله الناس, فبعد فترة طويلة من الجلوس بصمت وملاحظة مايفعله الناس... انظر انظر, يطارد ذاك الشاب مقوّس الظهر الصبي الصغير, ههههه, لقد فعلها ذاك الشقي وأصاب ملابس الشاب ببعض من ماءه, منظر مضحك حقاً, يستحق المراهنة, نعم فلنتراهن, هل سيلحق الشاب بالصبي؟! ماذا؟! لا تعتقد أن الشاب يستطيع امساك الصبي؟! حسناً فلنتراهن اذا على حساب مشروبات الليلة, انظر, لقد أمسكه, ههههه... خسرت ياخفيف, ألم أخبرك؟! اعتدت الملاحظة... يضربه بشده, آآآه, وكأنه ينتقم من خاصيه, أهذه دماء؟! أهذه دماء تلك التي على رأس الصبي؟! تعتقد أن علينا فعل شئ حياله؟! لا, أفضّل الجلوس واحتساء القهوة على حسابك, لا تتهرب, لقد أخبرتك, اعتدت الملاحظة... ها قد افلت الصبي من قبضة الشاب مقوّس الظهر, مشهد مضحك حقاً, الآن ملابس الشاب مغطاه بالبول والدماء, انظر انظر, تبارك الله فيما خلق, أترى تلك الفتاة الواقفة على طرف الطريق؟! أها, يشير إليها الشاب مقوّس الظهر, هاهي تركض نحوه الآن, اوه انتظر, من هؤلاء القادمين من بعيد؟! أتري هذا العملاق؟! لم أرى شخصاً بهذه الضخامة من قبل, يا إلهى منظره مخيف, يبدو عليه الغضب, ما هذا الشئ الصغير خلفه, يبدو كظل ملتصق بقدمه, أليس هذا الفتى الشقى الذي ضُرب منذ قليل؟! يبدو أن هذا العملاق أباه, آهههه, يشير الفتي على الشاب مقوّس الظهر, هل تريد التراهن على ما سيحدث؟! ماذا؟! تعتقد أن الشاب المقوس سيركض؟! ولكن ماذا عن الفتاة؟! حسناً, فلنراهن, فلنراهن على حساب مشاريبنا في هذه القهوة إلى الأبد...

هناك 3 تعليقات:

  1. My partner and I stumbled over here from a different website and thought I may
    as well check things out. I like what I see so now i'm following you. Look forward to looking at your web page for a second time.

    Feel free to visit my site ... miumiuoutletshopx.com

    ردحذف
  2. Appreciating the dedication you put into your
    website and detailed information you present. It's awesome to come across a blog every once in a while that isn't the same outdated
    rehashed information. Wonderful read! I've saved your site and I'm adding your RSS feeds to my Google account.


    Feel free to visit my web site - グッチ バッグ

    ردحذف
  3. Fantastic goods from you, man. I have understand your stuff
    previous to and you're just too fantastic. I really like what you have acquired here, really like what you are saying and the way in which you say it. You make it entertaining and you still take care of to keep it sensible. I cant wait to read much more from you. This is actually a wonderful website.

    Review my blog post: グッチ バッグ

    ردحذف