الأربعاء، 1 يناير 2014

خزنة

قررت أقلل من نسبة تواجدي على الانترنت إلى أقل قدر ممكن، وعلى سبيل الاحتياط وتفادياً لأي أعراض هوس بالتوثيق، هحط المدخلات -اللي كانت على تمبلر- هنا.

-------------------------------------------------------

(27 ديسمبر 2013)

الندّاهة

استكمالاً لمحاولة تنظيم/سرد التنقلّات المأمولة في اللعبة (هنا)، ولأنّي مشتت التركيز الآن وبلا أدنى دافع لفعل أي شيء؛ سأقوم بنشر جزء آخر كنت قد كتبته توصيفاً لشخصية (الندّاهة)، علّ وعسى أن يزيح نشر أي شيء الجمود الذي أصابني مؤخّراً:
الصورة المرفقة (WIP) لشخصية أخرى بالمناسبة.
—-
6.2     الندّاهة (جسر)

وصلت البيت صبيحة اليوم التالي، غرفتي معتمة، الشقة كلها معتمة، رميت نفسي على السرير فوراً، “قفلت باب الشقة ولّا نسيـت…؟”.

أراض زراعية، حفيف وتراب في ظلمة، وقمر… هاه؟

أمامي الآن طريق ترابي ممتد على حافتي أرضين زراعيتين، يراعات تتدرّج في كثافة تجمّعها على مد البصر، وصوت بعيد، همهمات مرتفعة لامرأة؟

حاولت «العودة»، لا أعرف إلى أين، تملّكني إحساس بأن الطريق المعاكس لاتجاه الصوت هو طريق العودة، لكن، كلما حاولت الابتعاد عن الصوت اجتمعت اليراعات حولي ودفعتني تجاهه، حسنا، ساسير حيث شئتم، لم يكن بإمكانكم اختيار وقت أمثل للعبث معي.

مشيت طويلاً، وكلّما اقتربت من الصوت خَفَت ضوء اليراعات، أو ازدادوا تفرّقاً، الآن بدأت تتضّح أصوات أخرى، مصاحبة للهمهمات، عرير صراصير؟ نقنقة ضفادع؟ نهر؟ نهر!

أمامي الآن ما يبدو أنه نهر، أو خليج، مساحة واسعة من المياه، ومساحة ممتدّة من الأرض تقابلها على حافة الأفق، ونخل ورياح خفيفة. الهمهمّات واضحة الآن، لحن متّصل على إيقاع تضبطه الضفادع والصراصير، اتجهت نحو الصوت، أحدثت ضجة وأنا أقترب، الآن توقّفت كل الأصوات، كلها. سكون تام، حتّى الرياح، وحركة سعف النخل، التفتت حولي ثم استكملت الطريق، ليس لدي ما قد أخسره على أي حال.

الآن لاحظت، لم أكن في الحقيقة أتتبع الصوت، فالصوت يحيط بي من كل اتجاه، الصوت فقط كان يحملني تجاه هالة مضيئة، اتضح أنها لشخص ما الآن، امرأة؟ بنت؟ تجلس أسفل حافة النهر، قُرب نخلتين، تخوض بإحدى قدميها في المياه، ترفعها وكأنها ترغب في حمل النهر، أو ركله، تتسرب بين أصابعها المياه القليلة المتعلقة وتعيد الكرّة مرة أخرى. كانت قد عادت إلى همهماتها منذ فترة الآن، وكأنها لاحظتني ثم لم تعد تكترث، ناديت. “لو سمحتي؟”.

توقّفت عن الهمهمة، عن ركل النهر، ونظرت إلي، تأمّلتني وقتاً، خُّيّل لي أنه بامتداد عمري، ثم عادت إلى الهمهمة مرّة أخرى، وركل المياه، طبطبت على الأرض بجوارها مشيرة لي أن أجلس، جلست.

"جاية دلوقتي ليه ولسة قدّامك العمر كلّه؟"، قالت وكأنّها تحاول السخرية منّي، في الحقيقة يصعب تبيّن قصدها بصوت كهذا، صوتها يملئ المكان، مصدره ليس فمها بتاتا، كأنها يصدر بين اذني وحولي، كأن ذرّات الهواء جوقتها الخاصة.

"نعم؟"، لم أفهم قصدها، "مستصغراني؟" رددت، بعد أن لاحظت أنّي بدأت في محاكاة محاولاتها في ركل النهر. لم ترد، ربما أخطأت، ربما كانت تنتظر منّي إجابة أخرى، لا أعرف لماذا لكن ها أنا جالسة بجوارها، بانتظار رد ما منها، بحاجة لرد ما منها، ردّي علي!

"ردّي!" … "أنا آسفة"… "مكنتش أقصد"…

لم ترد، لاحظت الآن أنها تحتضن حذاء بين يديها، فردة وحيدة، تربّت عليها بلطف وكأنّها طفل، تركتها وتحرّكت على امتداد النهر، وجدت ما يبدو أنه كشك، داخله موتور يدير سلسلة ضخمة، نظرت من نافذة الكشك، أمامي ساقية كبيرة الآن، ساقية؟ لا تحمل مياه، حسنا، تحمل مياه، لك المياه تبدو كأنها قِطَع من «النجيل» الاصطناعي، أجزاء صلبة ثابته، والساقية أقرب منها إلى سير عمل في مصنع منها إلى ساقية ري، الآن بعد تدقيق النظر، لم تكن ساقية واحدة، مجموعة من السواقي على عرض النهر، وكأن السواقي منبع النهر، وخلفها شلّال تتصاعد مياهه، السواقي تسحب الشلّال إلى أعلى!

وجدت موبايل، عليه مجموعة من الرسائل، على ما يبدو أن صاحبه اسمه «أشرف بدر»:

«من محمود سمير (01/10/2012): انت فين؟ رد علّيا يا خول»؛

«من إبراهيم علي (29/08/2012): ألف سلامة… وطمنا عليك لما تفوق وتقوم بالسلامة :)»؛

«إلى محمد هشام (19/08/2012): كل سنة وانت طيب يا ميشو بيه :)»؛

«من محمود سمير (01/05/2012): قابلني الظهر أبو إبراهيم اتوفّى»؛

«من محمود سمير (04/03/2011): مالدورور؟».

هيه، لا شيء استثنائي، تركت الموبايل مكانه وعدت إلى حيث وجدت المرأة، جلست بجوارها، “لازم مشاكلي تبقى أهم من مشاكلك، هاه؟”.

انقطعت عن الهمهمة مرّة أخرى ونظرت إلي، في حركة بدا منها «الانزعاج» والغضب، “شايفة النهر دي؟”، قالت بهدوء، قالتها بطريقة بدا فيه كأن صوتها تلّ انهال عند «النهر»، “شايفة ا-لـ..-نَـ..-ه..-ه..-هِـهِـ..-ر، ده؟”.

"أكيد"

"وقّفيه"

"نعم؟"

"وقّفيه أرجوكي!"

لم أفهم قصدها، كيف لي ان أوقِفّ نهراً! أعني، ما رأيته منذ قليل يدل على أن هذا ليس نهراً «عادياً»، نعم، لكن في النهاية هو نهر، ومياه تُركَل بالأقدام! حاولت سؤالها مرة أخرى، “أعمل إيه؟”، لم ترد، تركتها وعدت إلى الكشك مرّة أخرى، لا أعرف كيف لكن أشعر أن للأمر علاقة به وبالسواقي هذه.

لاحظت وجود رافعة ملحقة بالموتور، ربما علىّ أن أديرها، حاولت، فور أن ضغطت عليها كُسِرَت، وانهارت جدران الكشك، لكن الآن ظهر ما يبدو كسُلَّم ينهي فوق بداية أول ساقية، ما هذا؟ صفير ببغاء؟ ببغاء؟ رأيت طائر يحوم حول منتصف طابور السواقي، يزعق!

"كلٌّ آمنٌ في عقله!"

ماذا؟ طائر يتحدّث؟ صعدت السلّم وبدأت في القفز على مسطّحات الماء التي تحملها السواقي، على ما يبدو فإن المياه صلبة كفاية للوقوف عليها لثوانٍ هنا، قفزت وحاولت الاقتراب من الطائر.

"يمكنك التفكير في أي شيء"، هاه؟، "لا أحد يراقبك هنا!"

الآن بعد أن اقتربت، ما أراه أمامي الآن طائر برأس انسان!!!

اختل توازني وسقطت، مياه النهر سريعة بالقرب من السواقي، أو خُيِّل لي أن السواقي أسرعت لحظة وقوعي عن قصد. وأنا أغرق، في طريقي للقاع، أظن أن الطائر كان يضحك.
-------------------------------------------------------

(1 يوليو 2013)

ميني ني تاكو

تاشيرو يجري

-----
الساعة 12:36 مساءً 30/7/2012مـ، زنقة دكاكيني على أمل إنجاز لعبة عن الأخ اللي في الصورة ده، ماساشي تاشيرو، كوميديان وألعوبان اتقفش أكتر من مرة بيتلصص/معاه مخدرات، اللعبة معنية بحالة واحدة كان فيها المشهد التالي:
”According to the police station, the 32-year-old man he was spying on spotted Tashiro and ran after him for 300 meters wearing only a bath towel around his waist”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق