السبت، 5 أكتوبر 2013

[45] مقدّمة - نورا

ربما يجب أن أحدّث المدونة هنا بوتيرة أسرع، فيما تبقّى من السنة على الأقل، قد يحافظ هذا على معدّل ثابت من «الانتاجية». 
الآن، هذه السنة كانت كسابقتها وربما أسوأ، لكن على الأقل لدي بعض المشاريع التي قد تبقيني منشغلاً/على قيد الحياة بعض الوقت، أولاً لا أظن أنّي ذكرت «نيزك» هنا كفاية؛ استوديو/مجموعة مكوّنة من أحمد منير ومحمود الدلّاش ومحدّثكم الآن، لا مشاريع «كبيرة» حتّى الآن لكن كان لنا ما يكفي من الحظ للمشاركة في معرض In the City المقام في لندن حالياً (26 سبتمبر-15 ديسمبر)، يمكنكم إيجاد رابط موقعكم الاجتماعي المفضّل لمتابعتنا هنا: .nayzakstud.io.
أيضا سأحاول استخدام حسابي على tumblr للتحديثات السريعة القصيرة: ahmed-saker.tumblr.com
المهم، بدأت اليوم -أخيراً- في العمل على فكرة لعبة ما لازمتني، في أطوار متعددة، لما يقارب السنتين. اليوم قضيته في جمع «مراجع» وكتابة/تخطيط مسودات، ولحسن الحظ يبدو ان اليوم سينتهي وأنا راض عنه، انتهيت من تخطيط الشخصيات وكتابة مسودات وصف للأماكن وأسلوب اللعب، حتّى انني بدأت في كتابة «قصص قصيرة» بشكل ما لتوصيف حالة كل شخصية على حدى، ستجدون فيما يلي النص المكتوب للشخصية الرئيسية في اللعبة، نورا. الجديد الآن هو أنّي لم أحاول كتابة شخصية امرأة بجدّية من قبل، ويجب أن أعترف أن تجاربي الشخصية لن تفيد بتاتاً في هذه الحالة، وهنا يأتي دور أمثال Sylvia Plath وUnica Zürn.
  ملحوظة: الاسم الحالي للّعبة (45) قد يحتاج لتوضيح أيضاً لكن ربما يستحسن أن أترك هذا لتدوينة أخرى أتحدّث فيها عن تجربتي مع الأفكار التطفّلية.

1.1 نورا

"تعرفي؟" أدرت رأسي دون أن أستقيم. " كل اللي رابطنا نمرة تليفون".
"وإيميل!" قاطعتني نها ساخرة.

أنا متعبة، وجهي ملتصق بسطح المنضدة الزجاجي، وبيدي زجاجة براندي فارغة ربّما، ومتعبة. قدّرت انه ربما سيتطلّب الأمر زجاجة إضافية قبل أن يغمى عليّ وأنا في طريقي إلى الحمام. لكن. الشرموطة الجالسة قبالتي الآن، تهذي هي الأخرى، هي وردّها هذا، حتّى قريب كنت أخبرها بامتنان كم أحبها، وصداقتنا تلك، أنّي متمسّكة بها، آمنت أن تكون حارستي اليوم. غيبوبة في الحمّام وغرق في قيء هو أسوأ ما قد يحدث وأنا معها، على ما أظن.

لكنّها شرموطة الآن، هي وضحكة السكرانة هذه، "هي هي هي"، لماذا أنا باقية هنا حتّى هذا الوقت؟ حتّى قريب كنت أظن أنّي من جررتها إلى هنا، "ألو؟ نها؟ نَه نَوووه؟"، الآن أنا مسمّرة في هذا المكان بثقلها هي، أحياناً أنبهر بقدرتي على اصطناع كل هذا القدر من السماجة، وقواعد لا أذكر اننا اتفقنا عليها، أن نبتسم. ابتسمت. "أنا عندكم النهاردة، مش هنشوفك؟"، متى سيأتي اليوم الذي أخرج فيه من غرفتي دون أنا أعود إليها نادمة؟

ولماذا نحن محاطون بكل هؤلاء الآن؟ مَن؟ من أين جاؤوا؟ لا أذكر انّي اتصلت بهم. "انتي كبيرة دلوقتي"، صرخت نها بنفس النبرة الساخرة، "آه، كبيرة كفاية انّي اتأكّد.." رددت وأنا أحاول الاتزان واقفة، أملا في إحضار المزيد من البراندي، "تتأكدي؟"، خارت قواي فجأة واستلقيت/سقطت على الكرسي مرّة أخرى، تأكّدت أنى لن أستطيع القيام الآن، لكن لم يكن هذا ما قصدته، "ان الناس الكبيرة دي كانوا أغبيا وسخاف فعلا".

لم أعرف نها قبل سنة على ما أظن، كيف أصبحنا "أصدقاء" هكذا في وقت قصير كهذا؟ هل استغرقنا في قواعدنا تلك إلى ان صدّقناها؟ لماذا اتصلت بها هي من بين كل من أعرفهم الآن؟ لماذا اتصلت بأي أحد أساساً؟ لماذا أنا هنا الآن؟ غرفتي بها كل ما أحتاجه، على الأقل هذا ما اثبتته العشر سنين الفائتة، لماذا أنا بحاجة لكل هذه السخافات الآن؟

لكن. "ناوية تعملي إيه؟"، آآه، سؤالي المفضّل، سلاحي الوحيد في الهجوم وسط كل هذا الإحساس بالتفوّق بين كل من حولي، آه، ناوين تعملوا إيه يا شراميط؟ ها؟ هاه؟ رفعت رأسي ولا أدري ان كانت حالتي تسمح بإظهار الابتسامة الكبيرة التي كانت تعلو وجهي الآن، كلّكم بقدر ارتباكي، وجهلي. حتّى الآن حاولت أن اتجاهل باقي من حولنا، أصدقاء آخرين سببهم الوحيد في وجودهم الآن هو "سهرة" جديدة وتسالي.

"لسة فيه الفكرة البضان دي"، غمغمت، "في يوم كدة كل حاجة هتبقى أحسن، هسيب الأوضة، هحب كل اللي حواليا، مش..". "اللّهم قوّي إيمانك"، قاطعتني نها سريعاً، "مفيش علامات؟ هتقلبي نبي على آخر اليوم". سكتت. سكتت. 

أغلقت تليفوني المحمول، استخرجت الشريحة وأغرقتها في البراندي، ووضعتها جانباً، الآن كلٌّ مشغولٌ في أحاديث جانبية، وزجاجة مكسورة هنا أو هناك كل فترة، ليس لدي ما أقوله، أصلا لم يكن لدي أي شيء قد ارغب في قوله حين طلبت منها أن تقابلي اليوم، لماذا أنا هنا الآن؟ أنا لست مكتئبة حتّى، لا أشعر بأي شيء، التنفّس نفسه أصبح حركات زائدة متعبة، كم أتمنى لو توقّت عن فعل أي شيء، لكن حتّى محاولة كتم نَفَسي أكثر ارهاقا وضيقاً من التنفّس، لماذا خُلقنا نتنفّس؟

أهذا كل ما كنت أفعله حتى الآن؟ أتنفّس؟ أخرج كل هذا الزفير؟ "ألو؟"، "نها؟"، "نَه نووووه؟". الآن بدأت تظهر علامات الإرهاق عليها، الآن توقّفت هي الأخرى عن إخراج كل هذا الزفير، "هي"، "هي"، "هي". حسنا ما سيحدث هو الآتي: سأشرب بقية الزجاجة المركونة تلك؛ ثم أذهب للتقيؤ في الحمام؛ ثم أعود الى غرفتي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق