الجمعة، 5 أبريل 2013

___

بقدم واحدة في السماء، وتشكيل جسماني يستحيل معه اجتماع التفاصيل التشريحية لكائن بشري، وشروط اعتباره صديق (يجوز تقديمه للآخرين بإسم ورقم تليفون في آخر السهرة؟)، عالق بين نصفين؛ أحدهم يمر بتجربة الألم الأولى في الخصيتين، لطفل يترنح على مقعد «المرجيحة» الخشبي في حديقة عامة، والآخر لشاب يستغرق في استخراج الوحدة داخل مصعد أحد الفنادق. أعرج بقبضة متعبة؛ على حجر فحم مُطفَئ تنفّست توّاً آخر دخانه -بعد ان جمَّع في طريقه ما تبقّى من خلايا رئتي الميته-؛ لحسن حظي (وقبل أن تلتحم يدي الأخرى برصيف عشوائي -لشارع لم أتعرّف عليه وإن جاز عبوري عليه سابقاً-) تصالحت مع طريقتي في تجميع لغتي في أغطية زجاجات المياه الفارغة -الأرداف أرحم عليَّ من حمل تفسير رائع يجر معه صوت جهوري ورفوف من الأتباع (بأرقام مسلسلة) لاستدعائهم أوقات فشل مصاعد الفنادق-.

«أرجوحة»، أخذت تضمني «الأبلة» ليلى -فور أنا صادفتها على أحد كباري البلدة- مرددةً الكلمة، «أهلا، ازيّك يا طنط؟»، «مش فاكرني يا أحمد؟»، صدقاّ ودون استبعاد فرصة تذكّري لها لاحقاً -في لحظة عشوائية قد تُسعِدها-، رددت -ولأني لا أمتلك أي إجابة أخرى-: «أرجوحة»، «أرجوحة»، تبادلناها ثلاثاً قبل أن أستكمل طريقي -رافعاً يدي إلي صدري كتعبير عن عرفان تلقائي-؛ حتّى الآن -وإن كانت لي قدمٌ في السماء- لأ أجد تفسيراً منطقياً لما حدث إلّا انه حدث لأستهلكه لاحقاً مرّتين أو ثلاث كسببِ للبكاء.

«يعني انتوا كلّكم زي الفل وانا اللي ابن وسخة؟»، تمادياً في اعتبار وجودنا في عالم يستمع لافتراضاتنا عنه، تبقى أوقات تبادل الابتسامات الخفيفة -بعد التخفيف الخاطئ لملابس الخروج ووقوف مسام الجلد زعراً- سالمه من اعتبارها فعلا لا إرادي -أو كلمة سريّة اتفق عليها أجدادنا الأوائل كنداء لإشعال المدفئة والالتحاف جيداً قبل النوم-، مرة أخرى، «انت مبضون ليه؟»، أعِدها مرّة أخرى بعد الابتسامة، سأعطيك حينها كوبوناً يمكنك استبداله بأذنابك وذيولك القديمة كلّها، وهلم بنا نعود للبحور والأنهار أفواجاً، مرّة أخيرة، ابتسم في المقابل واسألني مجدداً «انت مبضون؟».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق