الأحد، 11 ديسمبر 2011

المملكة المثالية


2 لـ"كورين شادمي"

لاحظت تواً أن ساعة يدي توقفت عن العمل, بالدليل, في الساعة الواحدة والنصف, إلا دقيقة... افترضت ان في هذه الدقيقة يقع عالمي المثالي, كنت قد ظننت أني تعافيت من هذا الهوس بالكمال, لكن بقيَت دقيقة لأتخيّل فيها كيف سيكون هذا العالم...

كبداية, من المؤكد أن الثواني الأولى لن أقضيها في تخيّل هيئة هذا العالم كما أفعل الآن, ومن المؤكد أني لن أتردد في التشكيك في حقيقة أياً مما ظهر من هيئته كما يبدو أني أفعل الآن, ومن المؤكد أيضاً أني لن أندم على الثواني الضائعه بعد أن أتأكد من أن ما تأكدت منه سابقاً لم يكن حقاً... مؤكداً, ومن المؤكد أنه لا مؤكد إلا في مملكتي المثالية تلك التي لم تأتي دقيقتها بعد, حينها ربمّا أدركت أنه يتوّجب علي الإكتفاء بالتخيّل...

ربما إذن, أتخيّل الجميّع متفهّمين, ليس الجميع ربما, فقط من حولي, المستعدين للعب, مبتسمون ربما, نمارس الأفعال بلا اعتراض, نرسم على الطرقات ربما أو نصنع الدمي, نتلاعب بالحبال أو نستريح قليل على الشاطئ, هواء نظيف أيضاً, ليس شرط, فقط لطيف, لا مانع من تجربة القليل من الأشياء الاعتيادية, القليل منها فقط, ربما حينها لن تكون كذلك, بدون الحاجة لمطاردة سكون الآخرين...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق