أنا الآن في فندق "اكستادي الجديد", في الغرفة 79 بالدور الثالث, غرفة صغيرة وظريفة, بين أصابعي سيجارة كليوباترا جولدن كينج كُتب على عُلبتها "احترس من التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة", توجد نافذة كبيرة جداً تكاد تقارب في طولها طول الغرفة نفسها, وعرضها هو عرض الغرفة, وأنا حالياً جالس على كرسي الغرفة الوحيد أشاهد المبنى المقابل بكل نوافذه المغلقة الرتيبة, تتكرر أشكالها على نمط واحد بطول المبنى وعرضه أيضاً... انتظر, هناك تميّز طفيف, يوجد تحت بعض النوافذ مكيّفات, والبعض الآخر اكتفى بطبق "دش".
لا يهم... فأنا الآن في أحسن حالاتي الذهنية, مستنداً على ظهري وقدماي على حافة الشبّاك, وهواء الصباح يغازل مابين ملابسي الداخلية وجلدي متعدد الألوان, فقد أُصبغت بعض أجزاءه بلون أسمر إلى الأبد, بفعل شمس هذه المدينة أو ربما مدن أخرى, لا يهم... سجارة الصباح مشاغبة لكنها ضرورية لمثل هذا اليوم... عيناي مرهقتان بعض الشئ كوني لم أنم جيداً, في الحقيقة لم أنم أصلاً, كانت ليلة الأمس ليلة طيبة...
المهم, أرى الآن على احدى جدران الغرفة رقماً غير واضح, يبدو انه رقم محمول احد نزلاء الغرفة السابقين, لا أدري ما الذي قد يدفعه لكتابة رقمه في هذا المكان بالذات, ربما يبحث عن اصدقاء, أو ربما كان أحد هؤلاء الحمقى الآملين في ان تلتقط رقمه احدى الفتايات, لا أظن ان نزل بهذه الغرفة انثى من قبل.